للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

وَجِيهاً الوجيه: العظيم القدر، الرفيع المنزلة، المعروف بكرم الفعال سَدِيداً: صوابا.

[المعنى:]

سبق أن بين الحق- تبارك وتعالى- أن إيذاء الله يوجب اللعن والطرد من رحمة الله، وهذا الإيذاء يجر إلى الكفر، وهناك نوع منه يجر إلى الإثم، نهى الله المؤمنين عنه قائلا:

يا أيها المؤمنون لا تتقدموا إلى رسولكم بإيذاء أيا كان نوعه حتى لا تكونوا كالذين آذوا موسى، فبرأه الله مما قالوا، وأعد لمن آذاه عذابا شديدا. وكان موسى عند الله وجيها.

وقد ورد أن بعض الناس لم يرض بقسمة الرسول، وبحكمه في الفيء، وهذا بلا شك إيذاء.

أما إيذاء موسى فحسبك ما رواه القرآن من أن بعض بنى إسرائيل قالوا لموسى:

اذهب أنت وربك فقاتلا. وقولهم: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة. وقولهم: لن نصبر على طعام واحد، وقيل: إنهم كانوا يصفونه بأنه آدر.

فأراد الله- سبحانه وتعالى- أن يرشد المؤمنين إلى طريق الخير، وينبههم إلى مواضع الخطر، حتى لا يكونوا كبني إسرائيل مع موسى، فإذا أمرهم الرسول بقتال لا يقولون: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولا يليق بالمؤمنين أن يسألوا ما لم يؤذن لهم فيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>