للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في غرائزنا، ونجعل الدين يتسلط على أعمالنا الظاهرة والباطنة، ولا شك أن هذا تسامى بالغريزة وإعلاء لها.

لو يعلم الذين كفروا الوقت الذي يستعجلونه بقولهم: متى هذا الوعد؟ مع أنه وقت صعب، وموقف شديد إذ تحيط بهم النار من كل جانب فلا يقدرون على دفعها على أنفسهم، ولا يجدون لهم ناصرا ينصرهم.

لو يعلمون هذا ويعرفونه حقا لما كفروا بالله واستهزءوا برسول الله، واستعجلوا يوم العذاب، ولكن جهلهم به، وعدم تبصرهم في الأمور بعين سليمة وقلب خال من الغل والحسد، وسوء التقليد هو الذي دفعهم إلى ذلك وهون عليهم عملهم هذا.

وأما أنت يا محمد فصبر جميل فهذه هي طبيعة الناس مع كل من يدعوهم إلى الخير والرضوان فقديما استهزءوا برسل الله قبلك وفعلوا معهم الأفاعيل فكان جزاؤهم من الله أن أحاط بهم العذاب من كل جانب وأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، ونجى الله رسله ومن معهم من المؤمنين، وإن الله على نصرهم لقدير.

لا راد لقضاء الله [سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٤٢ الى ٤٦]

قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣) بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (٤٤) قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (٤٥) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>