إذا ثبت ولزم قرارة مكانه، وأقر بالشيء إذا نطق بما يدل على ثبوته. إِصْرِي الإصر: العهد المؤكد الذي يمنعه من التهاون.
هذه السورة الكريمة من أولها إلى هنا يدور معناها على إثبات رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي يجب أن يؤمن به الكل. وأن دينه هو الحق وهو الإسلام، وكل من تقدمه من الأنبياء والأمم قد أخذ عليهم الميثاق أن يؤمنوا به إذا أدركوه فما بال أهل الكتاب اليوم قد نقضوا العهد والميثاق وأعرضوا عن هذا الدين.
[المعنى:]
واذكر يا محمد وقت أن قبل الله الميثاق المأخوذ على الأنبياء وتدخل أممهم معهم تبعا لهم مهما آتيناكم أيها المخاطبون من كتاب وحكم ونبوة ثم جاءكم رسول هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله مصدقا لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه.
قال الله- تعالى- لمن أخذ عليهم الميثاق: أأقررتم وقبلتم ذلك الذي ذكر من الإيمان بالرسول المصدق لما معكم ونصرته أقبلتم عهدي وميثاقي المؤكد؟
قالوا: أقررنا، ونطقوا بما يدل على ثبوته قال تعالى: فليشهد بعضكم على بعض وأنا معكم جميعا لا يغيب عن علمي شيء.
فمن تولى بعد هذا الميثاق المأخوذ قديما ولم يؤمن بالنبي المبعوث في آخر الزمان المصدق لمن تقدمه ولم ينصره كما حصل من أهل الكتاب المعاصرين للنبي صلّى الله عليه وسلّم فأولئك هم الفاسقون الخارجون من ميثاق الله الناقضون عهده.