للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفوسهم، ولم يعملوا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، فقد أضاعوا عمرهم فيما لا يفيد، وهذا هو اللعب، وشغلوا أنفسهم عن الجد والعمل المفيد وهذا هو اللهو.

وغرتهم الدنيا، وغرهم بالله الغرور، يا أيها الرسول أعرض عنهم، ولا تبال بأمثال هؤلاء، وذكّر به من يخاف وعيدي خوف أن تبسل نفس في الآخرة بما كسبت، وترهن بما عملت، وتحبس بما قدمت كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ليس لكل نفس من دون الله ولى يلي أمرها، ويدفع عنها شرها، وليس لها شفيع يشفع لها:

ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ [سورة غافر آية ١٨] .

وكيف يكون غير هذا وإن تفد النفس نفسها بكل فدية وعدل يتساوى مع الذنب لا يقبل منها أصلا وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ، وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ [سورة البقرة آية ٤٨] .

أولئك الذين اتخذوا القرآن هزءا وسخرية واتخذوا دينهم لعبا ولهوا قد حرموا الثواب، وأسلموا أنفسهم للعذاب، وحبسوا في نير العقاب، ولهم شراب من حميم وغساق، جزاء من ربك وفاق، ولهم عذاب أليم.

الإسلام والشرك [سورة الأنعام (٦) : الآيات ٧١ الى ٧٣]

قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٧١) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>