للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

وَأَجَلٍ مُسَمًّى المراد به: يوم القيامة. شِرْكٌ: شركة. أَوْ أَثارَةٍ أى: بقية من علم يؤثر ويروى، وفي كتب اللغة: أثر الحديث: ذكره عن غيره، ومنه حديث مأثور، وقولهم: جاء في الأثر. يَدْعُوا الدعاء: العبادة.

[المعنى:]

حم. تنزيل الكتاب- الكامل في كل شيء وهو القرآن- من الله العزيز الذي لا يغلب، الحكيم الذي يضع كل أمر في موضعه، وإذا كان الأمر كذلك فآمنوا بالقرآن على أنه من عند الله، وصدقوا بكل ما فيه، وآمنوا بأن محمدا نبي من عند الله وصادق في كل ما يدعيه من توحيد خالص، وإثبات للبعث والجزاء، ودعوة إلى الخلق الكامل والمثل العليا.

ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما من أصناف الخلق التي لا يعلمها إلا خالقها ما خلقنا هما في حال من الأحوال إلا في حال ملتبسة بالحق والحكمة والغرض الصحيح فلم تخلق هذه الدنيا العريضة عبثا، وليس من المعقول أبدا أن يترك هذا الخلق بلا حياة ثانية يجازى فيها المحسن على إحسانه، ويعاقب فيها المسيء على إساءته، إذ ليست الدنيا دار جزاء بل هي دار عمل، والله خلق السموات والأرض بالحق والحكمة، ومن الحق والعدل ومن مقتضيات الحكمة أن تكون هناك دار للجزاء وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [الجاثية ٢٢] .

وما خلقهما ربك إلا بالحق وبتقدير أجل مسمى عنده وهو يوم القيامة، والحال أن الذين كفروا عما أنذروا به من هول ذلك اليوم وشدائده، الذي لا بد من الانتهاء إليه، والذين كفروا عما أنذروا به معرضون لا يؤمنون به ولا يهتمون ولا يعملون لأجله.

<<  <  ج: ص:  >  >>