الْحِكْمَةَ: العلم النافع والعمل به، والعقل والبصر بالأمور أَنِ اشْكُرْ الشكر لله: طاعته فيما أمر به لَظُلْمٌ عَظِيمٌ الظلم: وضع الأمور في غير مواضعها وَهْناً الوهن: الضعف فِصالُهُ: ترك إرضاعه وهو الفطاعم أَنابَ:
رجع حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ المراد وزن حبة خردل، وهي مثل في الصغر وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ الصعر: الميل، وأصله داء يصيب البعير يلوى عنقه، والمراد هنا لا تعرض عنهم تكبرا عليهم وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ القصد: التوسط، والمراد توسط في المشي بين الإسراع والبطء وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ أى: انقص منه ولا تتكلف رفع الصوت عن الحاجة.
وهذا كلام مستأنف مسوق لبيان بطلان الشرك، وأن الحكمة في اتباع الحق الذي جاءت به الرسل، وجاء في صورة وصية حكيم لابنه أحب الناس إليه ليكون أدعى للامتثال.
[المعنى:]
وتالله لقد آتينا لقمان الحكمة والعقل، ووهبناه الفهم للأمور، والعمل بما يعلم وهديناه إلى المعرفة الصحيحة فكان لقمان حكيما، ولعل هذا السر وهو أن ما دعا إليه لقمان هو من دواعي الحكمة، ومقتضيات الفطرة السليمة، ولم يكن عن طريق النبوة، وهذا بناء على الصحيح من أن لقمان حكيم وليس نبيا.
ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله على ما أعطاك من النعم وقم بطاعته وأدّ فرضه، ومن يشكر الله فإنما يشكره لنفسه مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ومن كفر فعليه وزر كفره، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وليس شكرك بنافع