للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعنى:]

ويقول- سبحانه وتعالى- عجبا لمن كفر بآيات الله يتمنى عليه الأمانى ويتألى على الله- سبحانه- قد كفروا واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم أنصارا يوم القيامة وأعوانا، يشفعون لهم ويقربونهم زلفى إلى الله.

كلا!! سيكفرون بعبادتهم، ويتخلون من كفرهم ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ «١» وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ [سورة النحل آية ٨٦] .

ويجوز أن يكون المعنى كلا سيكفرون بعبادة الآلهة وينكرون ذلك ويقولون كذبا وبهتانا: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ «٢» ويكونون عليهم أضداد وأعداء لأنهم حصب جهنم التي فيها يعذب الكفار.

لا تعجب يا محمد من أولئك الكفرة العتاة القساة المغرورين بالمال والولد، لا تعجب من فعلهم.. ألم تر أنا أرسلنا الشياطين عليهم؟ وخلينا بينهم وبينهم؟ ولو شاء ربك ما فعلوا وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ «٣» إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ «٤» وإذا كان ذلك كذلك فلا تعجل لهم، ولا تستعجل عذابهم فليس بينك وبين عذابهم إلا أيام محصورة، وساعات معدودة، وكل آت قريب.

واذكر يوم حشر المتقين وتجمعهم إلى الرحمن وافدين ويساق المجرمون إلى جهنم وردا عطاشا حفاة عراة أفرادا أو جماعات وانظر إلى تكريم المتقين حيث يحشرون وفودا مكرمة مطهرة مشرقة وإلى المجرمين وهم يساقون كالأنعام إلى الماء عطاشا حفاة وهناك يساقون إلى جهنم وبئس القرار.

لا يملك أحد الشفاعة من مؤمن وكفار إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، وهم الذين عهد لهم ربهم بهذا، أما الآلهة التي يظنون أنها عزهم، وأنها ستشفع لهم فتلك أمان باطلة، وحجة واهية، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فكيف يكونون مع غيرهم؟!!


(١) القصص الآية ٦٣.
(٢) الأنعام الآية ٢٣.
(٣) الإسراء الآية ٦٤.
(٤) الحجر الآية ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>