للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الحجرات]

وهي مدنية بإجماع العلماء، وعدد آياتها ثماني عشرة آية..

هذه السورة جمعت مكارم الأخلاق، وأرشدت المسلمين إليها، وبينت لهم موقفهم مع الله، ومع رسول الله، وكيف يقابلون أخبار الفساق؟ وبماذا يعاملون إخوانهم المؤمنين، سواء أكانوا حاضرين معهم أم غائبين، وبينت حقيقة الإيمان والمؤمنين إلى غير ذلك من فضائل الأعمال، وكريم الخلال..

[موقف المسلمين من أحكام الله [سورة الحجرات (٤٩) : آية ١]]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١)

[المفردات:]

لا تُقَدِّمُوا: بمعنى لا تقدموه، أى: لا تسبقوه بالقول والحكم وهذا معنى لازم للتقدم، أو هو بمعنى لا تتقدموا، أى: لا يحصل منكم تقديم بقطع النظر عن المقدم. بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ المراد: أمامهما.

[المعنى:]

يا أيها الذين اتصفوا بالإيمان الصحيح، وهم أحق الناس بامتثال أمر الله: لا تسبقوا الله ورسوله بالقول أو الحكم في أمر من الأمور، وكونوا كالملائكة الذين شهد الله بأنهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، وهذا نهى صريح عن الإقدام على أمر من الأمور دون التقيد بكتاب الله- تعالى- وسنة رسوله وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما

<<  <  ج: ص:  >  >>