للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل بيت النبوة، وما يجب أن يكونوا عليه رجالا ونساء، وأن يعملوا جاهدين على تحقيق تلك الأصناف، وألا يتكلوا على قربهم من النبي صلّى الله عليه وسلّم والله أعلم بكتابه.

إن المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، والقانتين والقانتات، والصادقين والصادقات، وهذا ترتيب حسن، فالإسلام قول باللسان وعمل بالجوارح، ثم إذا ثبت ورسخ كان الإيمان والاعتقاد والتصديق الكامل، ثم بعد هذا عمل متواصل، وقنوت لله وخضوع وإخلاص، ثم بعد أن كمل نفسه بالشهادة والإيمان والعمل يدعو غيره صادقا في دعواه، وأنها لله لا للدنيا ولا لشيء.

والصابرين والصابرات، والخاشعين والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات.

نعم فبعد الصدق في الدعوة لله إيذاء وإيلام، ولا ينفع صاحبها إلا الصبر، وهل هو يكون متواضعا أم لا؟ فقال: والخاشعين والخاشعات، ثم بعد هذا يتصدق بما تجود به نفسه، جذبا للقلوب، وإرضاء للنفوس.

وهو دائما يؤدب نفسه ويهذبها بالصيام حتى يكبح جماحها، ويردها عن غيها، ويحفظ فرجه من ثورات الشهوة الجامحة، وهل هم في هذا كله يذكرون الله أم لا؟

فقال: هم يذكرون الله، ولا ينسونه أبدا، يذكرونه بقلوبهم، ألا بذكر الله تطمئن القلوب!! هؤلاء الذين تحقق فيهم هذا الوصف الجامع أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما جزاء بما كانوا يعملون..

قصة زينب بنت جحش مع زيد بن حارثة [سورة الأحزاب (٣٣) : الآيات ٣٦ الى ٤٠]

وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (٣٦) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (٣٧) ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً (٣٨) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (٣٩) ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٤٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>