قدر طاقتهم من اليمين وَيَتَّقْهِ أى: ويتق فالهاء للسكت.
[المعنى:]
لقد مضى الكلام في المنافقين المترددين في قبول حكم الله وحكم رسوله، الذين يسيرون مع الإسلام إذا كانت لهم مصلحة، فإن ابتعدت المصلحة ابتعدوا عن الإسلام وركبه، واعلم يا أخى أن هذه أمراض لا زلنا نراها في كثير من الناس؟ أما المؤمنون الصادقون فها هو ذا قولهم الحق الناشئ عن إيمانهم الصدق، إنما كان قول المؤمنون إذا دعوا إلى الله ورسوله في أى شيء يتعلق بهم وبخاصة في الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله، إنما كان قولهم أن يقولوا بألسنتهم وقلوبهم: سمعنا وأطعنا، أى: سمعنا دعوتكم للتحاكم لرسول الله وشرعه، وأطعناكم فيما تطلبون، وتلك مقالة المؤمنين الواثقين المتمكنين.
ومن يطع الله ورسوله في أمور الدين كلها، ومن يخش الله أى: يخف عذابه وعقابه فيما مضى من الذنوب، ويتقه فيما يستقبل منها فأولئك هم الفائزون وحدهم، لأجل اتصافهم بطاعة الله وطاعة رسوله وبخشيته وتقواه.
ثم عاد الكلام إلى الفريق الأول من المنافقين، وما أكثرهم في كل زمان ومكان وأقسموا بالله جهد طاقتهم من الأيمان لئن أمرتهم ليخرجن إلى العدو أو ليخرجن من أموالهم بالصدقة، فيرد الله عليهم قائلا: قل لهم: لا تقسموا ... طاعتكم معروفة.
فأنتم تطيعون في السهل من الأمور كالصلاة مثلا، أما صعبها كتحكيم كتاب الله أو الجهاد أو الشيء يحتاج إلى بذل وعطاء فلستم معنا إن الله خبير بما تعملون.
قل لهم يا محمد: أطيعوا الله وأطيعوا رسوله في كل ما فرض الله وسن رسوله،