ولا يحملنكم بغض قوم لأنهم صدوكم عن المسجد الحرام عام الحديبية، لا يحملنكم هذا على الاعتداء عليهم بغير حق، فالعفو والصفح خير.
وتعاونوا على البر وهو ما تطمئن إليه القلوب وتسكن من كل خير وطلب الشرع الشريف على سبيل الأمر والنهى، ولا تتعاونوا على الإثم وهو ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه غيرك من كل ذنب ومعصية لله، ولا تتعاونوا على العدوان على حق الغير، وهذا من جوامع الكلم الشامل لكل معروف ومنكر وكل خير وشر.
فالقرآن يأمرنا بالتعاون على كل ما ينفع الأمة في دينها ودنياها، ولا شك أن هذا مبدأ اجتماعي خير، فالأمم وقد تكاثرت أفرادها وتشعبت اتجاهاتها، وتعددت مصالحها، أصبح لا يؤثر فيها مجهود الفرد مهما كان قويا، بل لا بد من تعاون غيره وتسانده معه، ومن ثم كانت الجمعيات الدينية والتكتل للخير، من أقوى دعائم النجاح والفلاح في هذا العصر.
وقد كان المسلمون في العصر الأول يتعاونون على البر والتقوى بدون حاجة إلى تكتل وارتباط لأن الكل مرتبط بعهد الله وميثاقه، أما نحن اليوم ففي أشد الحاجة إلى توحيد الاتجاهات حتى تأتى الدعوة إلى الله بثمرها الطيب، واتقوا الله أيها الناس إن الله شديد العقاب فاحذروه. وإياكم ومخالفة أمره.
[المحرمات من المطعومات [سورة المائدة (٥) : آية ٣]]