للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ

«١» قل لهم يا محمد سبحان ربي!! كيف تطلبون منى هذه الآيات! وهل أنا إلا بشر ورسول؟ وليس يقدر الرسول على إنزال آية من الآيات وإنما القادر هو الله فقط على إجابتكم لما تطلبون.

وقد مضت سنة الله في الأمم أن إجابة المعاندين إلى ما طلبوا لم تكن سببا لهدايتهم أبدا بل كانت سببا في عذابهم واستئصالهم، فإنزال آية مما اقترحوا لا يكون خيرا لهم بل هو شر، ولكن أكثرهم لا يعلمون، وطلبهم تعجيز للنبي صلّى الله عليه وسلّم لا للهداية وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ «٢» .

من دلائل قدرة الله وكمال علمه [سورة الأنعام (٦) : الآيات ٣٨ الى ٣٩]

وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٩)

[المفردات:]

دَابَّةٍ الدبيب: المشي الخفيف، والدابة: كل ما يدب على الأرض من الحيوان طائِرٍ: كل ذي جناح يطير في الهواء. أُمَمٌ: جمع أمة، وهي الجماعة يجمعهم أمر كدين أو لغة أو صفة أو عمل.

الله- سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير، ينزل الآيات حسب الحكمة والمصلحة، وها هي ذي مظاهر القدرة وشمول العلم، وكمال التدبير.


(١) سورة الإسراء الآيات ٩٠- ٩٣.
(٢) سورة القمر آية ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>