للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على من يكفله كَلَمْحِ الْبَصَرِ اللمح النظر بسرعة مُسَخَّراتٍ مذللات لأمر الله تعالى جَوِّ السَّماءِ الجو هو ذلك الفضاء اللانهائى المحيط بالأرض.

[المعنى:]

ضرب الله مثلا للأصنام المعبودة وهي لا تنفع ولا تضر، والله الواحد الخالق البارئ فاطر السموات والأرض، واهب الوجود، والمنعم بكل شيء موجود، ضرب الله مثلا: عبدا مملوكا لمالكه، وهو لا يقدر على شيء أبدا، فلا ينفع نفسه ولا غيره، وحرا رزقناه منا رزقا حسنا، وأعطيناه مالا وفيرا، فهو ينفق المال سرا وجهرا في جهات الخير والبر، هل يستوي هذا الذي لا خير فيه مع هذا الحر الغنى المنفق في وجوه البر والخير؟ هل يستوي الضار مع النافع؟! لا يستوي هذا وذاك أيضا!، ومن يسوى بين الصنم من حجارة أو خشب الذي لا يدفع عن نفسه الذباب وبين المولى القدير- جل جلاله- وتباركت أسماؤه صاحب اليد والنعم، وله ملك السموات والأرض، يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.

الحمد لله، والثناء بالجميل والشكر الجزيل لله الواحد القهار المنعم بجلائل النعم، والمتفضل بجلائلها، لا مانع لما أعطى. ولا معطى لما منع، هو المستحق وحده للحمد والثناء لا إله إلا هو، بل أكثرهم لا يعلمون الحق فيتبعوه، ويعرفوا المنعم عليهم بالنعم الجليلة فيخصوه وحده بالتقديس والتنزيه.

ثم ضرب الله- سبحانه- مثلا ثانيا لنفسه ولما يفيض على عباده من النعم الدينية والدنيوية، وللأصنام التي هي أموات بل لم تسبق لها الحياة وهي لا تضر ولا تنفع فقال.

وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم عيى مفحم، مقطوع اللسان أخرس، لا يقدر على شيء أبدا لعدم فهمه، وعدم قدرته على النطق، لا يقوم بحاجته، ولا يؤدى عمله وهو كل على مولاه، وثقل على قرابته، هذا الإنسان الأبكم الذي لا يقدر على تحصيل شيء أبدا، وهو كل على مولاه، أينما يوجهه إلى أى جهة أخرى لا يأت بخير قط لأنه لا يفهم ولا يعقل ما يقال له.

<<  <  ج: ص:  >  >>