للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

قُبُلًا جمع قبيل والمراد أنواعا أو عيانا. لِيُدْحِضُوا ليزيلوه ويبطلوه مأخوذ من إدحاض القدم أى: عند إزالتها عن مكانها. مَوْئِلًا أى: منجى وملجأ من قولهم وأل إذا نجا ووأل إليه إذا لجأ إليه.

[المعنى:]

هذا القرآن هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان. صرف الله معانيه الجليلة وأغراضه السامية التي تدعو إلى الإيمان بالله وبرسوله، والتي تشبه في الغرابة والحسن والجمال والروعة المثل الذي يهز القلوب، ويحرك النفوس صرفه وكرره للناس ولمصلحتهم، ولكنهم لم يتقبلوه بالقبول الحسن، وكان الإنسان أكثر الأشياء جدلا وخصومة. ومماراة في الحق، يعنى أن جدل الإنسان أكثر من جدل كل مجادل فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [سورة النحل آية ٤] .

وما منع الناس، أى: أهل مكة من أن يؤمنوا وقت أن جاءهم الهدى والنور من القرآن، وما منعهم من أن يستغفروا ربهم من أجل الكفر والمعاصي، ما منعهم عن الإيمان والاستغفار مانع أبدا في الواقع حيث جاءهم نور القرآن وتفصيله الآيات البينات.

ولكن طلبهم إتيان سنة الأولين لهم وهي عذاب الاستئصال بإلحاحهم في طلب آيات أخرى، أو يأتيهم عذاب يوم القيامة أنواعا مختلفة إذ ماتوا، أو يأتيهم العذاب معاينة ومقابلة هو السبب في عدم إيمانهم، وليس في القرآن ما يدعو إلى الكفر، وإن كان الإنسان مجبولا على حب الجدل المفرط، وقيل المعنى: إنهم لا يؤمنون ولا يستغفرون إلا عند نزول عذاب الاستئصال بهم أو عذاب الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>