للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما حرمته التوراة فبسبب أعمالهم، ومن قبل نزول التوراة لم يحرم الله عليهم شيئا.

ومن باب أولى لم يكن عند إبراهيم محرم.

قل يا محمد: فأتوا بالتوراة كتابكم فاتلوها إن كنتم صادقين في دعواكم لا تخافون تكذيبها لكم.

روى أنهم لم يجسروا على الإتيان بها فبهتوا وألقموا حجرا

، وفي ذلك دليل ظاهر على صحة نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم وأنه يعلم ما في التوراة وأنها مؤيدة لما في القرآن، وأن النبي أولى بإبراهيم، وملته لا تختلف عن ملته إذ كل منهما مائل عن الباطل إلى الحق وما كان حلالا عند إبراهيم فهو حلال عند المسلمين.

فمن افترى على الله الكذب، وادعى ما لم ينزل الله في كتاب، فأولئك هم الظالمون بتحويل الحق، والكذب على الله.

قل يا محمد: صدق الله فيما أنبأنى به من أنى على دين إبراهيم وأنا أولى الناس به، وإنه لم يحرم الله شيئا على إسرائيل قبل التوراة وقامت الحجة عليكم بذلك، وإذا كان الأمر كذلك فاتبعوا ملة إبراهيم التي أدعوكم إليها فهي الطريق الوسط لا إفراط فيه ولا تفريط، وما كان إبراهيم من المشركين مع الله غيره.

شرف بيت الله الحرام، والحج [سورة آل عمران (٣) : الآيات ٩٦ الى ٩٧]

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٩٧)

[المفردات:]

بِبَكَّةَ أى: مكة، والعرب كثيرا ما تبدل الباء ميما وبالعكس.

<<  <  ج: ص:  >  >>