وأما الذين تدعونهم من دون الله فأولئك لا يملكون شيئا مهما صغر، فهم لا يملكون نقيرا ولا قطميرا، ولا صغيرا ولا حقيرا.
إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، وكيف يسمعون وهم أصنام وأحجار؟ ولو سمعوا فرضا، ما استجابوا لكم! ويوم القيامة يوم الفزع الأكبر يكفرون بشرككم، ويتخلصون منكم، انظروا إلى قول الحق مخبرا عن عيسى بن مريم: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ [سورة المائدة آية ١١٧] ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ [سورة المائدة آية ١١٦] .
ولا ينبئك عن هذا كله مثل خبير، وهو الله- سبحانه- فهو العالم بخلقه أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟ [سورة الملك آية ١٤] والمراد تحقيق وتأكيد ما أخبر به عن آلهتهم ونفى ما يدعون لها من الألوهية.