للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الناس جميعا، وهذا الأسلوب العربي العالي يفيد أن كفاية الله لعبده من التحقيق والظهور بحيث لا يقدر أحد على إنكارها، بل على التفوه بعدمها، ولذلك قيل: أمدح بيت قالته العرب:

ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

فلما سمعه عبد الملك بن مروان من جرير الشاعر وكلاهما عربي بطبعه، وكان منصرفا عنه التفت وأجزل مثوبته، والبيت في مدح بنى مروان.

أليس الله بكاف عبده؟ ويخوفونك بالذين من دونه من الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع، بل لا تدفع عن نفسها الأذى، فأبشر بطول سلامة!! ومن يضل الله حتى يغفل عن قدرته الله وكفايته عبده ورسوله فيخوف النبي بما لا ينفع ولا يضر فما له من هاد يهديه إلى الخير أبدا.

ومن يهده الله إلى الحق والصواب فما له من مضل أبدا، أليس الله بعزيز لا يغلب، ولا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، ذي انتقام ينتقم من أعدائه لأوليائه.

مناقشة أهل الشرك في عبادتهم الأصنام [سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٣٨ الى ٤٠]

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>