يقول الفخر الرازي في كتابه الفخر: اعلم أنه- سبحانه وتعالى- لما تكلم في دلائل التوحيد والنبوة والمعاد. شرع في قصص الأنبياء تثبيتا للقلوب وتطمينا للنفوس وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ [سورة هود آية ١٢٠] .
[المعنى:]
وتالله لقد آتينا موسى وهارون التوراة الفارقة بين الحق والباطل والفارقة بين الحلال والحرام، والضياء الذي يتوصل به إلى طريق الهداية وسبل النجاة إذ هي تعرفك بالله وبشرائعه، وكانت ذكرى وموعظة فيها كل ما يحتاجون إليه في دينهم ومصالحهم، ولكن لن ينتفع بها إلا المتقون، وهكذا القرآن!! نعم: وهذا كله إنما ينتفع به المتقون الذين يخشون ربهم ويخافون حسابه فيأتمرون