للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ليس لله ولد وليس له شريك [سورة المؤمنون (٢٣) : آية ٩١]]

مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١)

[المفردات:]

لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ لغلب بعضهم بعضا وطلب القوى الضعيف.

[المعنى:]

لقد وصف الله نفسه فيما مضى بما يوجب له القدرة والكمال، وأن له التصريف الكامل في هذا الكون علويه وسفليه، وهم يقرون بذلك، ثم أراد الله أن ينزه نفسه من اتخاذ الولد والشريك ليرشد الناس إلى الإيمان الصحيح فقال ما معناه:

ما اتخذ الله ولدا، وما كان له أن يتخذ ولدا، وله ما في السموات والأرض وهو الغنى الذي لا يحتاج إلى غيره، والكل محتاج إليه وكيف يكون له ولد؟ واجب الوجود، القديم المعبود. المخالف لجميع الحوادث، الذي لا يشبهه أحد من خلقه، والولد لا بد يشبه والده في شيء.

وما كان معه من إله، وليس له شريك، ولو كان كذلك لذهب كل إله بما خلق وانفرد كل منهما بشيء من الكون، ولو كان هذا لاختل نظام الوجود، ولفسدت السموات وما فيها والأرض وما عليها، والمشاهد أن الوجود منتظم متسق بل في غاية الدقة والنظام إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ [سورة آل عمران آية ١٩٠] ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ [سورة الملك آية ٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>