للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

بالُ النِّسْوَةِ حالهن وأمرهن الذي يشغل البال خَطْبُكُنَّ أمركن العظيم وخطبكن الجسيم حَصْحَصَ الْحَقُّ ظهر الحق.

[المعنى:]

بلغ الملك ما قاله يوسف من تفسير الرؤيا فرأى أنه كلام خطير يدل على رجاحة عقل صاحبه وقوة فطنته وذكائه، وأن من الخير للملك أن يحضر هذا الشخص أمامه ليسمع منه ويرى.

وقال الملك: ائتوني به وأحضروه لي لأسمع بنفسي، فلما جاء الرسول ليوسف قال له: كيف أذهب إلى الملك من السجن، وأنا ملوث بتهمة باطلة لا تليق بي وإنى برىء منها براءة الذئب من دمى، ولكن الرأى السديد أن ترجع إلى ربك وسيدك فتسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن؟ ما خبرهن؟ اسأل الملك أن يحقق في ذلك قبل أن أحضر إليه، إن ربي عالم الغيب والشهادة. وهو بكيدهن لي عليم.

وهذه حكمة آل ابراهيم- عليه السلام- حكمة يوسف الحكيم الذي يطلب هذا الطلب وهو في السجن؟ وفي هذا الدليل على صبره وأناته، واعتزازه بنفسه ودينه، وعفته وفي طلبه التحقيق ولم يتهم أحدا صراحة، وحفظه للجميل حيث لم يذكر سيدته وهي أصل البلاء.

قال الملك للنسوة: ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه؟ وهل كانت المراودة له ناشئة عن مغازلة وخضوع منه بالقول لكن؟! وأنطقهن الله بالحق فقلن: حاش لله ما علمنا عليه سوءا يشينه في كبير ولا صغير.

وقالت امرأة العزيز، شهادة ليوسف شهادة إثبات: الآن ظهر الحق وبدا الصبح لذي عينين أنا راودته عن نفسه وطلبت منه بكل حيلة وهو لم يراودني أبدا بل استعصم وأعرض عنى وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله في شأنى وشأن غيرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>