لا جَرَمَ: لا شك. أى ثبت وحق أن ما تدعون إليه.. الآية مَرَدَّنا:
مرجعنا وَحاقَ: أحاط بهم النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها: المراد يصلونها ويحرقون بها «١» .
[المعنى:]
وقال الذي آمن من آل فرعون يعظ قومه: يا قوم اتبعونى فيما أدعوكم إليه أهدكم سبيل الرشاد، سبيل يصل بكم إلى الخير والسداد وفي هذا تعريض بأن سبيل فرعون وآله وما هم عليه سبيل الغي والفساد.
يا قوم: إنما هذه الحياة الدنيا متاع زائل وعرض حائل فلا تكن هي السبب في كفركم وغيكم، واعلموا أن الآخرة هي دار القرار والبقاء والخلود، فاعملوا لها واسعوا في نعيمها، ولا تغرنكم الدنيا الفانية فالآخرة خير وأبقى، يا قوم من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها عدلا من الله، ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض، يرزقون فيها رزقا رغدا بغير حساب أضعافا مضاعفة، فضلا من الله ورحمة.
(١) في قوله تعالى: (النار يعرضون) استعارة تمثيلية حيث شبه حالهم بحال متاع يعرض للبيع ويبرز لمن يريد أخذه، وقد جعل النار كالطالب الراغب في الكفار لشدة استحقاقهم للهلاك.