هذه خاتمة المطاف في تلك السورة العظيمة التي شرحت الأسس العامة للذين، وبينت عقائد الإسلام التي ينكرها مشركوا العرب من توحيد الله. والوحى والرسالة والبعث والجزاء، وما ينكرونه من صفات الله- سبحانه وتعالى- وتكلمت على القرآن الكريم وهدايته وما فيه من خير للبشرية جميعا، وكيف كانت الأمم السابقة وما حصل لها، نتيجة كفر من كفر وإيمان من آمن.
هذا النداء المأمور به الرسول الأعظم هو للناس جميعا على اختلاف أشكالهم وألوانهم من سمع منهم بالقرآن ومن سيسمع في المستقبل وهو إجمال عام لما في السورة.
قل يا أيها الرسول للناس جميعا قد جاءكم الحق من ربكم على لسان رجل منكم أوحى إليه، هذا الحق الثابت الذي لا شك فيه كتاب أحكمت آياته، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فمن اهتدى به فإنما يهتدى لنفسه ومن كفر فإنما يضل على نفسه، وما أنا عليكم بوكيل، إن أنا إلا نذير وبشير.
واتبع يا محمد ما يوحى إليك من ربك في القرآن علما وعملا وتعليما وحكما وهداية وإرشادا، واصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، ولا تستعجل لهم حتى يحكم الله بينك وبينهم وهو خير الحاكمين.
يا أيها الناس....
إن الله الذي وضع نظاما دقيقا محكما لهذا الكون وما فيه، لم يختل ولن يختل لا