للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإشعاع إلى أن بردت وأمكن الحياة عليها بعد أن صار فيها الماء واليابس، وظل باطنها كما هو حار بدليل البراكين والزلازل.

ولجميع الكواكب والنجوم التي انفصلت عن الشمس خواص الذرات السديمية فالأرض مثلا تدور حول نفسها، وتجذب ما فوقها وصدق الله- تعالى-: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة يس آية ٤٠] .

ويمكن أن نستنتج الحقائق العلمية التالية التي تؤكد ما جاء في القرآن:

١- قبل خلق السماء والأرض كانت هناك ذرات تشبه الدخان والماء هي أصل ذلك الكون.

٢- أن السموات وما فيها والأرض كانتا رتقا واحدا أى جزءا واحدا ففصلهما الله على النحو المذكور سابقا، وجعل بينها الهواء الذي كان له الأثر الفعال في فقدان الأرض حرارتها لنعيش عليها، وهذا الهواء المتحرك المتنقل على هيئة رياح سريعة هو سبب سقوط الأمطار وتكوين البحار والأنهار، والماء أساس كل شيء حي، فالله فتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ وهذا رأى في تفسير الفتق غير الماضي.

٣- ليس هناك جرم محسوس ملموس اسمه السماء بل السماء هي الفضاء اللانهائى الذي لا يعلمه إلا الله، ويحتوي على سائر الكواكب والنجوم، ومن الجائز أن السموات السبع هي المجرات.. والمجرة هي مجموعة الكواكب والنجوم التي ترتبط مع بعضها في أفلاك ومدارات محدودة، وتشغل جانبا معلوما من الكون، وهذه المجرات قد سواها الله في طبقات بعضها فوق بعض.

تلك نظرية العلم وهذا رأيه وإن كان ظاهر نصوص القرآن يفيد بأن السماء جرم وقد قلنا أن الأمور الغيبية يجب أن نعلمها كما ورد في القرآن وليس من الدين في شيء البحث الدقيق في تكوينها وما هي عليه ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [سورة البقرة الآيتان ٢ و ٣] .

وعلى المسلم أن يقف في أمر دينه عند نصوص قرآنه فإن أراد البحث العلمي الدقيق فليبحث وفي النهاية سيلتقى مع نظرية القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>