مناسب، والله هو المنتقم الجبار يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات كذلك وهل تبدل في الشكل والموضوع أو الشكل فقط؟ أو تغير الحقيقة كلها؟ الله أعلم بذلك.
وبرزوا لله الواحد القهار، وترى المجرمين يومئذ مشدودين بعضهم مع بعض ومشدودين أيديهم إلى أرجلهم تراهم مقرنين ومشدودين في الأصفاد والأغلال والقيود..
سرابيلهم من قطران- يا سبحان الله أنت الواحد القهار- والكافرون يوم ذاك في غاية الذلة والضعف مقرنون في الأصفاد والأغلال، ولهم سرابيل من القطران وتغشى وجوههم النار.
وفي هذا إيلام لهم شديد لأمور:
١- كونهم في الأغلال مع بعض «فكبكبوا فيها هم والغاوون» .
٢- كون قميصهم من القطران، والمراد أن جلودهم تطلى بالقطران حتى تسرع النار في الاشتعال مع سواد البشرة ونتن الرائحة.
٣- كون وجوههم تعلوها النار وتغشاها وهي محط كبرهم في الدنيا يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ [سورة القمر آية ٤٨] .
كل ذلك ليجزي الله كل نفس ما كسبت فمن يعمل صالحا يجز به، ومن يعمل سوءا يجز به جزاء وافيا: إن الله سريع الحساب، وشديد العقاب.
هذا القرآن الكريم بلاغ للناس، وأى بلاغ أقوى من هذا؟
ولينذروا بعقابه ويبشروا بثوابه، وليعلموا أنما هو إله واحد وليتذكر أولو الألباب والعقول الراجحة..