للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وماذا حصل بعد هذا؟ قيل لهم من قبل الملائكة: ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثواكم جهنم، وهي مثوى المتكبرين الذين تكبروا على قبول الحق والانقياد للرسل المنذرين لهم، وهذا يشم منه تعليل دخولهم النار بسبب تكبرهم.

وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة جماعات على حسب رتبهم في الفضل والشرف، وسوقهم هنا معناه الحث على السير للإسراع في الإكرام بخلافه مع الكفرة فإنه للإهانة والتحقير.

حتى إذا جاءوها والحال أن أبوابها مفتحة جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ كالكريم الذي يصنع مع ضيفه يهيئ له المكان ويعد له النمارق والزرابي ثم تفتح له الأبواب استعدادا لمقدمه، ويقف الخدم والحشم عليها للتحية.. ويا حظ أصحاب الجنان حيث يفتح لهم ربهم أبواب جناته وتقف الملائكة للتحية والإكرام، ويقولون لهم مرحبين: سلام عليكم طبتم نفسا وقررتم عينا بذلك النعيم الدائم المقيم فادخلوها خالدين. ونعم أجر العاملين، وقال الذين اتقوا وعملوا الصالحات: الحمد لله والشكر له صدقنا وعده بالبعث والثواب وأورثنا الأرض، أى: المكان الذي نستقر فيه، يتبوأ كل منا في أى مكان أراده من جنته الواسعة الوارفة الظلال، فنعم أجر العاملين هذا الأجر.

وترى الملائكة حافين حول العرش محدقين ينتظرون الإشارة من صاحب العرش- جل جلاله- وهم يسبحون بحمد ربهم، ويستغفرونه، وقضى بين العباد كلهم بالقسط، وقيل من المؤمنين: الحمد لله رب العالمين، حمدوا ربهم أولا على إنجاز وعده ووراثتهم الأرض يتبوءون من الجنة حيث يشاءون، وحمدوه ثانيا على القضاء بالحق، والحكم بالعدل بين الناس جميعا.. فالحمد له رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>