إن الإنسان لفي خسر وضلال وكفر وهلاك بسبب ما يتردى فيه من المعاصي والكفر والآثام التي اختارها لنفسه «١» يا سبحان الله الإنسان كالمغمور في الخسران، وقد أحاط به من كل جانب، وذلك أنه يذنب في حق الإله الذي رباه وأنعم عليه بكل نعمة وخير.
إن الإنسان- جميع أفراده- في ذنوب وآثام مهلكة إلا من عصم الله منه ووفقه إلى الخير، وهم الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله إيمانا صادقا خالصا، ثم أتبعوا ذلك بالعمل الصالح المفيد الذي يرضى الله ورسوله والمؤمنين، ولكن هل يكتفى منك الله بذلك؟ لا، بل لا بد من خصلة ثالثة هي التواصي بالحق، والتواصي بالصبر، أى:
يوصى بعضهم بعضا بالحق الثابت الذي أرشد له الدليل السليم والشريعة الصحيحة، ويوصى بعضهم بعضا بالصبر على المكروه، وتحمل المشاق.
إذ لا يكتفى منك الدين بأن تعمل الخير فقط بل لا بد أن تدعو غيرك- بعد أن تصلح نفسك- تدعوه إلى الحق وإلى الخير وإلى الصراط المستقيم، وسيلحقك أذى في ذلك بلا شك فاصبر وادع غيرك للصبر، فالصبر نصف الإيمان والله هو الموفق إلى الخير.
(١) والله قد خلقه مستعدا للخير ميالا له لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. [.....]