للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أ) أن يعظها بما يناسبها من تخويف بالله، وأن هذه معصية ستعاقبين عليها يوم القيامة وأن يهددها ويحذرها سواء العاقبة، وأنه سيحرمها بعض الهدايا والتحف، واللبيب أدرى بحالة امرأته.

(ب) الهجر والإعراض عنها فلا يضاجعها حتى تتبصر في أمرها وتفكر في فعلها فربما رجعت عن نشوزها.

(ج) الضرب غير المبرح، أى: المؤذى إيذاء شديدا.

وليس معنى هذا أن الضرب دواء يعطى لكل امرأة، لا: بل قد تكون هناك نساء شواذ لا يصلح لهن إلا الضرب ومع هذا فديننا يأمرنا بالإحسان في المعاملة فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ «١»

وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد ثم يضاجعها في آخر اليوم» ؟؟ «٢»

فالضرب علاج مرّ قد يستغنى عنه الكريم الحر.

فإن أطعنكم وعولج حالهن بواحد من هذا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ «٣» ولا تبغوا في الاعتداء عليهن سبيلا، إن الله كان عليّا كبيرا، ومع هذا فهو يقبل التوبة ويعفوا عن السيئة، ولله المثل الأعلى، فعاملوا من هو أضعف منكم بالحسنى والمغفرة.

قد لا ينتهى الحال عند هذا وقد تكون المرأة مظلومة فيتسع النزاع.

والعلاج أن يبعث الأهل أو الجيران وكل من يهمهم الأمر رجلا حكما من جانب الزوج وحكما من جانب الزوجة بشرط العدالة فيهما والقرابة والخبرة في شئون العائلات ونظام البيوت مع توفر حسن النية، وهما إن يريدا إصلاحا وتوفيقا بين الزوجين قاصدين وجه الله فالله سيوفق ويهدى إلى الخير، وإلا فقد يكون من الخير لهما الطلاق.

إن الله كان عليما بنا وبأحوالنا، خبيرا بأمورنا، وأفضل علاج يرتضيه هو العلاج الحاسم والدواء الناجع وليس علينا إلا اتباعه، والله الموفق.


(١) سورة البقرة آية ٢٢٨.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب النكاح باب ما يكره من ضرب النساء ٥٢٠٤.
(٣) سورة الأحزاب آية ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>