يا سبحان الله!! هذه التغيرات خلقت بطبعها أم لا بد لها من مغير؟ وهل هو الله سبحانه أو غيره من الشركاء والأصنام؟ أليس هو الله الرحمن الرحيم؟ ولو شاء لخلقنا ولم ينعم علينا بغذاء جميل المنظر، لذيذ الطعم، سهل التناول.
أليس هذا من مظاهر القدرة الكاملة والحكمة التامة والوحدانية الشاملة للذات والصفات والأفعال؟ فهذا الماء ذو الكثافة من رفعه في العود الأخضر إلى أعلى؟ حتى انتهى إلى ورق أخضر، ولون أزهر وجنى جديد، وطعم لذيذ، وشكل جميل، وهذا غذاء النحل يصير عسلا، وغذاء الظبى يصير مسكا، وغذاء الحيوان يصير روثا!! أين من يقولون خلق الكون بالطبع؟ أين من يكفرون بالرحمن؟! أين من يعصون الله في أرضه وتحت سمائه؟!! كلوا أيها الناس من ثمر هذا الزرع والجنات إذا أثمر، واشكروا نعمه عليكم، بأن تؤتوا حقه الذي فرض عليكم يوم حصاده وقطافه، قبل أن تشح به نفوسكم. ففيه حق معلوم للسائل والمحروم، وهذه هي الزكاة المطلقة التي وجبت في صدر الإسلام، ثم كانت الزكاة المقيدة المحددة الواجبة في الآيات المدنية، وها هي الأيام تثبت أن نظرية القرآن في وجوب الزكاة على الأغنياء كانت لمصلحة الأغنياء قبل الفقراء.
ولا تسرفوا فالإسراف خطأ مطلقا ولو في الشيء الحلال، ولا تسرفوا في الأكل، ولا تسرفوا في التصدق، وقد قيل: لا سرف في الخير ولا خير في السرف، والرأى هو التوسط.
وأنشأ من الأنعام كبارا تصلح للحمل والعمل، وصغارا كالفصلان والغنم والمعز مثلا، تفرش على الأرض للذبح، ويتخذ من شعرها ووبرها فرشا ولباسا.
كلوا مما رزقكم الله، وانتفعوا بلحمها ولبنها ووبرها وشعرها، ولا تتبعوا خطوات الشيطان، فتحرموا ما أحل الله أو تحلوا ما حرم الله، فإن الشيطان عدوكم اللدود.
إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ «١» وهذه الأنعام ثمانية أزواج، فهي إبل وبقر وغنم ومعز، وكل منها ذكر وأنثى، وقد أنشأ الله من الضأن