طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثمّ قال: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن ثور، عن زياد، عن ميمونة ليس بينهما عثمان بن سعد.
قلت: وقد أخرجه ابن مندة من الوجهين، وترجم لهما كما ترم ابن السّكن ميمونة مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولكن زاد عليه أنها روى عنها علي بن أبي طالب، ولم يسق روايته عنها، ثم ساق حديث عتق ولد الزنا لكون الرّاوي قال: عن ميمونة مولاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، كما في حديث التعوّذ من عذاب القبر من طريق طارق بن القاسم بن عبد الرّحمن، وفيه: عن ميمونة بنت حبيب، ثم ترجم لميمونة بنت سعد خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
وأورد حديث محمد بن هلال، عن أبيه أنه سمع ميمونة بنت سعد قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أجمع الصّوم من اللّيل فليصم ... » الحديث.
ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد- وكانت تخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- حديث الرافلة في الزينة، فاتّفق ابن السّكن وابن مندة وأبو عمر على أنهما اثنتان، وخالفهم أبو نعيم، فقال: عندي أنهما واحدة. وصوّبه ابن الأثير، وبذلك صدر المزّي في التهذيب كلامه، ثم قال: وقيل: إنهما اثنتان.
قلت: قول ابن السّكن في الثانية وليست بنت سعد، مع أنه أورد لها حديث الصّلاة في بيت المقدس- يشعر بأنه لم يقع في رواية ... أخرجه ... فهذا يقوّي قول أبي نعيم إنهما واحدة.
ثم ذكر ابن مندة ميمونة ثالثة، فقالت: ميمونة، غير منسوبة،
روت عنها أميّة بنت عمر- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن الصّدقة. قال:«إنّها حجاب من النّار»«١» . قالت:
«أفتنا عن ثمن الكلب. قال: «طعمة جاهليّة» . قالت: أفتنا عن عذاب القبر. قال:«من أمر البول» .
وأورده أبو نعيم، من طريق إسحاق بن زريق، عن عثمان بهذا السّند، فقال: عن ميمونة بنت سعد، وساق حديثا آخر لفظه: أفتنا عن السّرقة. فقال:«من أكلها ولم يعلم فقد شرك في إثمها وعارها» .
(١) أورده الهيثمي في الزوائد ٣/ ١١٤ وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه.