للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أم شريك ثلاثة أحاديث مسندة، ولم تنسب في بعضها، ونسبت في بعضها مع اختلاف من الرّواية في النسبة الأولى،

أخرجه مسلم في الفتن، والترمذيّ في المناقب، من رواية الزّبير، عن جابر، عن أم شريك، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «يتفرّق النّاس من الدّجّال» . قالت أم شريك: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل» .

وأخرج ابن ماجة من حديث أبي أمامة عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في ذكر الدّجال، قال: «ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلّا خرج إليه، ويدعى ذلك اليوم يوم الحلام» «١» .

قالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، ذكره في حديث طويل.

وهذا يوافق ما

أخرجه الحميديّ، وغيره، من طريق مجالد، عن الشّعبي، عن فاطمة بنت قيس أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لها: «اعتدّي عند أمّ شريك بنت أبي العكر» «٢» ،

وعلى هذا- إن كان محفوظا- فهي الأنصاريّة المتقدّمة، فكأن نسبتها كذلك مجازية أيضا.

الثاني أخرجه الشّيخان من رواية سعيد بن المسيب، عن أم شريك أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أمرها بقتل الأوزاغ «٣» ، ولم تنسب في هذه الرّواية إلا في رواية لأبي عوانة عن سماك.

الثالث أخرجه النّسائيّ، من رواية هشام بن عروة، عن أم شريك- أنها كانت ممن وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورجاله ثقات ولم ينسبها. وقد أخرجه ابن سعيد، عن عبيد اللَّه بن موسى، عن سنان عن فراس عن الشّعبيّ، قال: المرأة التي عدل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك الأنصاريّة. وهذا مرسل. رجاله ثقات. ومن طريق شريك القاضي وشعبة، قال شريك عن جابر الجعفي، عن الحكم، عن علي بن الحسين أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج أم شريك الدّوسيّة، لفظ شريك. وقال شعبة في روايته: إن المرأة التي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك امرأة من الأزد.


(١) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٨٥٣٧ وعزاه للطبراني عن أنس.
(٢) أخرجه مسلم ٢/ ١١١٤ في كتاب الطلاق باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها حديث رقم ٣٦- ١٤٨٠.
(٣) أخرجه ابن ماجه في سننه ٢/ ١٠٧٦ في كتاب الصيد باب ١٢ قتل الوزغ حديث رقم ٣٢٢٨، وأحمد في المسند ٦/ ٤٢١، ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>