للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تقديم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإنَّ كتاب "سير أعلام النبلاء" (١) يُعدُّ من أجود كتب التراجم التي صنِّفت قبل المؤلف وأعظمها نفعًا، وتكمن أهميته في أمرين:

أولاهما: أنَّ مؤلفه هو الإمام شمس الدين أبو عبد الله الذهبي، وهو إمام هذا الفن بلا منازع، فقد تقدم فيه وبرع وفاق أقرانه حتى استحق أن يسمى إمام المؤرخين، ويكفيه اعتراف الحافظ ابن حجر بفضله وبراعته عندما شرب من ماء زمزم وسأل الله ﷿ أن يصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ وفطنته.

ثانيهما: أن كتاب "السير" يعدُّ من أوسع كتب التراجم وأشملها بعد "تاريخ الإسلام" (٢) وذلك لأنه اشتمل على تراجم الأعلام لفترة امتدت قرابة السبع مئة عام، المنتشرين في رقعة البلاد الإسلامية الواسعة الممتدة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، كما اشتمل على تراجم لجميع فئات المجتمع فقهاء ومحدثين وقضاة وصلحاء وأمراء وملوكًا وغيرهم (٣).


(١) والذي شَرُفَت مؤسسة الرسالة بالعناية به عناية فائقة ونشرته محقَّقًا في ثمانينيات القرن الماضي، وقام على تحقيقه نخبة من الأساتذة بإشراف أستاذنا الشيخ شعيب الأرنؤوط حفظه الله.
(٢) وقد قام بتحقيقه تحقيقًا مجوَّدًا الأستاذ المحقق الدكتور بشار عواد معروف حفظه الله، وطبع في دار الغرب الإسلامي في ١٧ مجلدًا.
(٣) انظر مقدمة الدكتور بشار عواد لكتاب "السير" ص ١٣٧ وما بعدها.

ج: ص:  >  >>