مرض ستة أيام، ومات سَحَرًا بجمعة الحادي والعشرين من ذي القَعْدة سنة سبع وثمانين وست مئة.
حدثني صلاح الدين الصَّفَدي: أنه وقف للعلاء على تأليف صغير عارض فيه رسالة "حي بن يقظان" لابن سينا، ووسمه بكتاب "فاضل بن ناطق" انتصر فيه للإسلام والنبوّات والمَعَاد الجِسماني، أبدَعَ فيه.
قلت: خلَّف أموالًا، ووقف أملاكَه على البيمارستان المنصوري وكُتبَه، وكان من أبناء الثمانين، ولم يخلِّف بعده مثله في الطبّ، ولم يرزق سعادة في معالجته بالنِّسبة إلى علمه، وله نظمٌ حسن.
واسم رفيقه العِماد: عبدُ الرَّحمن بن عبد الوهّاب النابلسي شيخ الطب، من تلامذة ابن الرَّحبي، ما علمتُه صنَّف شيئًا، وله نظمٌ ومشاركة في النحو، ومَيلٌ كبير إلى كلام أبي محمّد بن حَزْم، وتوفي قريبًا من ابن النفيس.
٣٣١ - النَّجيب *
العَدْل، نجيب الدين، أحمد بن الشرف محمد بن الحسن بن عبد السلام، ابن المَقدسيّة، يكنى أبا علي.
ولد سنة خمسٍ وستِّ مئة.
وسمع من: خال أبيه ابن المُفضَّل الحافظ، ومن ابن عيسى الصَّفْراوي.
أخذ عنه: المِزِّي، والبِرْزالي، والقُطْب، وجماعة. وكان ثقيلَ السمع.