وكان يخالف الشيخَ تقيَّ الدين في مسائلَ، ومع هذا فما تَهاجَرا ولا تَقاطَعا، بل كان كلُّ واحد منهما يحترمُ الآخرَ، ولما توفِّي تقي الدين استَرجَعَ برهانُ الدين وشيَّعه وأَثنى على علمه، وقال: عندي بخطٍّ والدي درسَه الذي ألقاه بالسُّكَّريّة.
وكان رحمه الله تعالى فيه رحمةٌ ورِفْق، يكره الفتنَ، وله جلالةٌ ووَقْع في النفوس.
تُوفِّي في ليلة الجمعة سابع جمادي الأولى سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وهو في سبعين سنةً، وكانت جنازته مشهودةً، وتأسَّف الخلقُ عليه، ودُفِنَ عند والده بمقبرة باب الصَّغير، رحمة الله تعالى عليهما.
وفيها مات شيخُ الحنابلة مجد الدين إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحرَّاني، ومُسنِد مصر الفتح يونس بن إبراهيم الكِناني الدَّبابيسي، وقاضي بغداد تقي الدين عبد الله بن محمد الزَّرِيراني، وقاضي القضاة علاء الدين علي بن إسماعيل القُونَوِي، والرئيس الصاحب عز الدين حمزة بن أسعد بن القَلَانسي، والمولى نجم الدين علي بن محمد بن هلال، والمولى مُعين الدين هبة الله بن حَشيش ناظر الجيش بمصر، والعَدْل ناصر الدين محمد بن إبراهيم بن البَعلَبكِّي.
٨١٥ - الدَّبَابيسي *
الشيخ المُسنِد المعمَّر، فَتْح الدين ذو النُّون، يونس بن إبراهيم بن عبد القويّ بن قاسم، الكِناني، العَسْقَلَاني ثم المِصري، التاجر الدَّبَابِيسي.