للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مئة وولدُه محمد يَرضَع، مات شابًّا عن أربع وعشرين سنة.

٩١٧ - الجَزَري *

صاحب "التاريخ" الكبير، صاحبُنا العدل الخيِّر الأَمين، شمس الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر، الجَزَري ثم الدمشقي.

رجل فاضل جليل وَقُور، لَهِجٌ بالتاريخ وجَمْعه.

وُلد سنة ثمان وخمسين في ربيع الأول.

وسمع من: إبراهيم بن حمد بن كامل، والفخر علي، وابن الواسطي، والأَبَرقُوهي، وابن الشُّقَاري، وغيرهم، ومن الشُّعراء.

وكان حسن المُذاكَرة، سليم الباطن، صدوقًا في نفسه، وفي "تاريخه" عجائب وغرائب، وكان متواضعًا محبًّا في الصالحين، له إخوة وولدان: مجد الدين، ونَصير الدين.

توفي سنة تسع وثلاثين وسبع مئة، ودفنَّاه بمقبرة باب الصغير، .

وكان به صَمَم، وله نَظْم، روى عنه البِرْزالي هذه الأبيات من شعره، وكان له مِلكٌ جيِّد، وشَهِدَ على الحُكّام:

إلهي لقد أعطيتَني ما أحبُّه … وأطلبُه من أمر دنياي والدِّينِ

وأغنَيتَني بالقَنْع عن كل مَطمعٍ … وألبستني عزًّا يجلُّ عن الهُونِ

وقطعتَ من كل الأنام مَطامِعي … فنُعماكَ تَكفيني إلى حين تَكفيني

ومَن دقَّ بابًا غيرَ بابك خاضعًا … غَدَا راجعًا عنه بصَفْقةِ مغبونِ


(*) الوافي بالوفيات: ٢/ ١٨، الدرر الكامنة: ٥/ ٢٧، شذرات الذهب: ٨/ ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>