مولده سنة سبع وخمسين بين بغداد ودمشق فيما يقال، وكتب مرةً أنه في سنة خمس وخمسين، والذي يظهر لي أنه وُلد في حدود سنة خمسين.
وكان مليح الشكل مَهيبًا، يركب البغلة، ويلي نَظَر البِيمارِسْتان الصغير.
سمع من: الرَّضِيّ بن البُرْهان، والنَّجيب الحَرَّاني بالقاهرة، ومن ابن عبد الدائم بدمشق.
وحجّ مع أُمِّه فبالغ في إكرامه الملك الظاهر، لِمَا لوالده عليه من الإحسان، وبعث في خدمته أميرًا، ثم ساق إلى مَحمَل الوالدة بنفسه وسأل عنها وسلَّم.
٧١٨ - الجَلَال *
الشيخ العالم الزاهد الشهير، جلال الدين إبراهيم ابن شيخنا المقرئ زين الدين محمد بن أحمد بن محمود، العُقَيْليّ، الدِّمشقي، ابن القلانِسِيّ، أخو مُحتسِب دمشق عزّ الدين محمد.
وُلد سنة أربع وخمسين.
وسمع من ابن عبد الدائم، وحدَّث مرات بـ "جزء ابن عرفة"، وسمع من الكِرْمانيّ.
وخدم بالكتابة، ثم انجفل زمن التتار إلى مصر، فانقطع بمسجد وتزهَّد، وعمل المشيخةَ فاشتَهر وقُصِدَ، وتردَّد إليه الأمراء، وعظُم، فأخذ لأخيه الحِسْبة ونَظَر الخزانة، وأنشأ زاوية، ثم في آخر أمره تحوَّل