توفّي ليلة الجمعة في نصف المحرَّم سنة ثلاث وسبع مئة بمنزله المصنوع له تحت المَنارة الشرقية بالجامع عن نحو ستين سنة، وشيَّعه أممٌ لا يُحصَون إلى الجبل، وكَثُر التأسُّف عليه ﵁.
وقيل: ولد سنة سبع وأربعين تقريبًا، وكان طويلًا قليل الشَّيب في جُفونه ضعفٌ.
[٥٣٤ - ابن القَيسَراني *
الوليّ الصاحب الأمين، فتح الدين أبو محمد، عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر، المخزومي، الحَلَبي ثم الدمشقي، نزيل مصر.
مولده سنة ثلاث وعشرين وست مئة.
سمع أبا القاسم بن رَوَاحة، وابن الجُمَّيزيّ، ويوسف السَّاوي، وابن خليل، وأحمد بن الحباب، وجماعة.
وشارك في الفضائل والآداب، وعُنِيَ بالحديث، وقرأ، وجمع وأَلَّف كتابًا في معرفة الصحابة، وله النَّظم والنَّثر، والبلاغة والبراعة، والتقدُّم والرأي، وقد خرَّج لنفسه أربعين حديثًا.
وليَ وزارةَ دمشق في آخر سنة سبع وسبعين، فكان القضاة يركبون في خدمته، أُمروا بذلك، وذلك في دولة الملك السعيد.
روى عنه شيخُنا الدِّمياطي من نظمه، وأخذ عنه اليَعْمَري، والبِرْزالي، وجماعة.
(*) معجم الشيوخ الكبير: ١/ ٣٣١، الوافي بالوفيات: ١٧/ ٣١٧، الدرر الكامنة: ٣/ ٦٤، شذرات الذهب: ٨/ ١٨. وهذه الترجمة أثبتناها من نسخة طبعة دار الفكر.