والملِك الأوحد نَجْم الدين يوسف ابن صاحب الكَرَك داود الأيُّوبي، روى لنا عن ابن اللَّتِّي، وكان ديِّنًا متزهِّدًا.
٤٧١ - المنصور *
السلطان الملك المنصور، حُسام الدين لاجِين بن عبد الله، المنصوريُّ السَّيفي.
من نُجباء مماليك السلطان المنصور قلاوون، بَعَثَه مولاه عندما تملَّك نائبًا على قلعة دمشق، فقبض عليه سُنْقُر الأشقر واستبدَّ بالمُلْك أيامًا، ثم وليَ لاجين نيابةَ دمشق إحدى عشرة سنة.
وكان أشقر مهيبًا وَقُورًا، رقيق الوجه، تامَّ القامة، محبَّبًا إلى الرعيَّة، حَسَن الدِّيانة، وقد تخيَّل من الملك الأشرف على حصار عكا، وشرع في الهرب، فردَّه السلطان وصَفَحَ عنه، ثم عزله من نيابة دمشق بالشُّجَاعي، ثم هَرَبَ يوم عيد الفطر من دمشق وبها السلطان، فبطَّل السلطانُ عمل السِّمَاط ورَكِبَ، فما لَبِثَ أن ظَفِرَ به أمير العرب وأتى به، فعَفَا عنه السلطان أيضًا، وصار من كبار أمراء القاهرة، ثم رأى منه السلطان ومن حَمْوه طقصو ومن سُنقُر الأشقر خروجًا عليه، فخُنِفُوا بين يديه، ثم بعد سُوَيْعة تحرَّك لاجِين فرقَّ له السلطان وتركه، فعاش، وبقّاه السلطان على رتبته ليكون له عدوًّا.
وامتُحِن بأمر هو وبَيْدَرا وغيرهما، فصمَّموا على الفَتْك بالسلطان، فقتله لاجِين، ثم قُتِلَ بيدرا واختفى لاجِين أشهرًا عند النائب كُتْبُغا، ثم تشفَّع فيه لأمرٍ يريده الله وأحضره بين يدي السلطان الملك الناصر ملفوفًا
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٨٨٥، الوافي بالوفيات: ٢٤/ ٢٩٠.