للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ملك الأمراء من جمال الدين عبد الله الشُّجَاعي: حصل ببلاد الجون من عمل طرابُلس حرٌّ شديد في رابع عشر صَفَر، حتى لا يستطيع الإنسان أن يَلبَث فيه لحظةً، وهربوا من الشُّغل إلى الماء وإلى الفَيْء، ثم قدح منه نار في البلاد بالجون، واحترق شيء كثير، ووقعت النارُ في أرض حلياء في سِباخ وقَصَب فارسي، فلمّا ثارت النارُ استَوحى المملوكُ الرجالَ والصبيانَ والحريم، وخرجنا بالجِرَار، وكلما طَفَينا النارَ تزيد، فبكى الناس ودَعَوْا، فجاءت ريح شرقيّة سُخنة ردَّت النارَ وأخرجتها من مكانها، ومرَّت على أرض حَصيد فيها شجر زيتون فاحتَرق نحوُ عشرين أصلًا، وما زلنا نطفي في النار إلى نصف الليل فخَمَدت، وأما النار في نواحي الجون والجبل فاستمرَّت إلى ثاني يوم. قال العَلَائي: نقلتُه من خط مُرسِله.

٩١٠ - ابن القَوْبَع *

العلَّامة الفيلسوف الحَكيم، ركن الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف، القُرشي الجَعفَري، التُّونُسي المالكي.

مولده سنة أربع وستين بتُونُس.

وقرأ النحو على يحيى بن الفرج بن زيتون، والأصول على محمد بن عبد الرحمن قاضي تونس، وقدم مصرَ عام تسعين. وسمع بدمشق من ابن الواسطي، وابن القوّاس، وبحَمَاة من المحدِّث ابن مُزَيز.

وكان صاحبَ فُنون وباعٍ في الطب والفلسفة، وفيه رِقَّة دين، رأيتُه بدمشق يُناظر، وكان يجعل الراءَ عَينًا، خلَّف ثروةً، وله نَظْم يسير.


(*) الوافي بالوفيات: ١/ ١٨٧، الديباج المذهب: ١/ ٣٢٩، الدرر الكامنة: ٥/ ٤٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>