وسمع من: أبي اليُسْر، وابن عطاء، والجَمَال بن الصَّيرَفي، والقُطْب بن أبي عَصرُون، وجماعة.
ودرَّس بأماكن، ثم وليَ القضاء بدمشق مدةً، ثم طُلِب إلى مصر ووليَ بها القضاء، وكان صارمًا قوّالًا بالحق، حميدَ الأحكام، قليل المِثل، متين الدِّيانة، ويُنتقَد عليه أمور من تعظيم النفس، والله تعالى يَغفِر له، فأين مثلُه؟!
توفِّي بسَكَنه بالقاهرة بالصالحية في خامس جمادي الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة، وكانت جنازتُه مشهودةً.
وطُلِب من دمشق بإشارته في مرضه الشيخُ برهان الدين بن عبد الحق، فولي المَنصِب بعده.
وتُؤثَر عنه حكايات في صَرَامته وقيامه في الحق، وهَيِبته في أنفس الأمراء، ولم يكن الذي وليَ بعده مثلَه ولا قارَبَ، وانتُقِدت عليه أشياءُ فوالَهْفاه! ثم عُزِلَ بعد عشر سنين، وبقي خاملًا بلا مَدرَسة.
٧٩٨ - ابن مُنْتاب *
الإمام العالم، التقيُّ المأمون، شمس الدين أبو عبد الله، محمد بن داود بن مُنتاب، المَوصِلي السَّلَّامي الشافعي التاجر.