للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان سلطاناً مَهيباً شجاعًا حازماً، ناهضاً بأعباء الملك عديم النَّظير، عظيم السَّطوة، هَزَمَ الله تعالى جيوش الكُفر على يدِه سنة تسع عشرة، ثم وَثَبَ عليه ابنُ عمه فقتله في ذي الحِجّة سنة ست وعشرين، ثم قُتِل قاتلُه وأعوانه في اليوم، وتملَّك ولده محمد أعواماً، وأباد ملوكَ دين الصَّليب.

٧٤٧ - الكريم*

القاضي النَّبيل، وكيل السلطنة، الصاحب، كريم الدين عبد الكريم ابن العَلَم هبة الله ابن السَّديد، القِبْطي، السَّلْماني، المصري. الذي بلغ من الارتقاء فوق رُتبة الوزراء.

أسلم كهلاً، وتقدَّم في أيام بَيبَرس الشاشنكير، ثم قدم السلطان أيَّده الله تعالى، ومكَّن له وصرَّفه في الخزائن، وأخذ ما شاء واصطفى لنفسه ما أحبَّ، وكانت داره عبارة عن بيوت الأموال، وكان يركب في خدمته الأمراء، ويركب في دَسْت أكبر وزير، ولا يتكلَّف في مَلْبس ولا زيٍّ، وقد قدم من الثَّغر نَوْبة أن أحرقت النصارى في القاهرة أماكن جمةً، فَغَوَّثَ به الغَوْغاءُ ورُجِمَ، فغضب له السلطان، وقطع أربعةً من أيدي الراجمين، ثم إنه مرض عام أوّل، فلمّا عُوفيَ أمر السلطان بالزِّينة له، ثم تزاحم الخلقُ على صدقة له فاختنق رجل، وقد ربط السلطان على راهب أُحضر فأخبره بمُغيَّبات، فشدَّ عليه الفخري فقتله، وقد قدم دمشقَ فبالغ نائبها في تعظيمه.

وكان عاقلاً وقوراً، ذا هيئة، جَزْل الرأي، بعيد الغَوْر.


(*) الوافي بالوفيات: ١٩/ ٦٦، فوات الوفيات: ٢/ ٣٧٧، الدرر الكامنة: ٣/ ٢٠٣، شذرات الذهب: ٨/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>