"الموطأ" وكتاب "الشفا"، وأكثَرَ عن أبي عبد الله الأزديّ سنة ستين، وتلا بالروايات على أبي بكر بن مُشِلْيُون، وقرأ "كتاب سيبويه" تفهُّمًا على أبي الحسين بن أبي الربيع، وساد أهلَ المغرب في العربية، وتخرَّج به جماعة.
حدثني بأخباره تلميذه أبو القاسم بن عمران الحضرميّ، وبأنه توفِّي سنة ست عشرة وسبع مئة، وشيَّعه خلق عظيم.
وقد ألَّف كتابًا كبيرًا في شرح "الجُمل"، وكتابًا في قراءة نافع.
٦٥٤ - ابن سُومر *
قاضي القضاة، جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن سُومر، البَرْبريّ الزَّوَاويّ، المغربيّ، المالكي.
وُلد في حدود سنة ثلاثين وست مئة.
وقدم الإسكندرية حَدَثًا فتفقَّه بها، وبرع في المذهب.
وفَرّطَ في السماع من ابن رَوَاج، والسِّبْط، ثم سمع من: أبي عبد الله المُرْسيّ، وأبي العبّاس القرطبي، والشيخ عزّ الدين بن عبد السلام، وأبي محمد بن بَرْطَلة.
وعالَجَ الشُّروطَ، وناب في الحُكم بالقاهرة، وحكم بالشرقية وغير مكان.
ثم قدم على قضاء دمشق في سنة سبع وثمانين، فحكم ثلاثين سنة،