العلَّامة المفسِّر الزاهد الورع القُدوة، موفِّق الدين أبو العباس، أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع بن حُسين بن سودان، الشَّيباني، المَوصِلي الكَوَاشِيُّ، شيخ المَوصِل.
مولده بقلعة كَوَاشة سنة تسعين أو إحدى وتسعين وخمس مئة.
وتلا على والده بالسَّبع، وسمع من: عبد المحسن بن خطيب الموصل، وأبي الحسن بن رُوزْبَة، وطائفة، وأخذ بدمشق عن أبي الحسن السَّخَاوي.
وصنَّف تفسيرين، كبيرًا وصغيرًا.
وقيل: إنه اشترى قمحًا من قرية الجابيَة التي من فتوح عمر وحمله في جِرَاب، ثم زَرَعه بيده وخَدَمَه، وحَصَده، فكان يَقُوت منه، ويَسبِق في الزرع.
وله وَقْعٌ في النفوس، وجلالة كبيرة، وفيه تحفُّظ وتألُّه، أضَرَّ قبل موته بأعوام، وكان يُنكِر على صاحب الموصل وغيره، ويُؤثَر عنه كرامات وأحوال، ولأهل تلك الديار فيه اعتقاد عظيم لعلمه وزهده.
قال تقي الدين المِقَصّاتي: غبتُ عنه سنة ونصفًا وأتيتُه وقد أضرَّ، فدفعت الباب ولم أتكلَّم، فقال: مَن ذا؟ أبو بَكْر؟ فاعتددتُها كرامةً له، وقرأتُ عليه تفسيره فلما انتهيت إلى ﴿وَالْفَجْرِ﴾، قال: قف، وأجاز لي باقيَه، وقال: حتى لا تقول: كمَّلتُ الكتاب. وقد لازَمَ جامعَ الموصل أزيدَ من أربعين سنة.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٣٨٥، الوافي بالوفيات: ٨/ ١٩٠.