للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صاحب العراقَين وخُراسان وفارس والجزيرة وأذربيجان والرُّوم.

كان شابًّا عاقلًا، شجاعًا مَهيبًا، مليح الشكل، تملَّك البلاد في سنة ثلاث وسبعين فحسَّن له نائبُه نَوْروز الإسلام فأسلم في سنة أربع وتسعين، ففشا بذلك الإسلام في التتار وكَثُر، فطَرَقَ الشام وغلب عليه بعد أن فلَّ العساكرَ المنصورة، وكان كافًّا عن الدِّماء لا عن الأموال، فسُبِيَت الحُرم والذُّرية، وهلك خَلْق من العذاب والجوع، وتمَّ على أهل الشام بلاء عظيم، ثم دخل الشامً ثانيًا سنة سبع مئة فأقام ببلاد حلب أشهُرًا ثم رجع، ثم قدم سنة اثنتين وسبع مئة، فلما انكسر يَزَكُه (١) رَدَّ هو وبعث نائبَه خَطلُو شاه نَوبةَ شَقْحَب.

وكان موته بقرب هَمَذان في شوّال سنة ثلاث وسبع مئة، لم يتكهَّل، ونُقل فدُفِن بتربة له بتِبْريز، واشتَهَر أنه سُمَّ في مِنديل ملطَّخ تمسَّح به بعد الجِماع، فتعلَّل وهلك، وأقام بعده خَرْبَندا أخوه، فمُدَّة سلطنته عشر سنين، وعاش أكثر من أربعين سنة.

عمل أولًا نيابةَ خُراسان، دخل بغدادَ وقلَّل الجَوْر ورَفَقَ، ودخل المستنصِريّةَ فقاموا له فنهاهم، وقال: أنتم في شُغل بالتلاوة، ثم زار المشهدين، وتَصيَّد.

٥٤١ - العَلَمُ العراقيُّ *

العلّامة ذو الفنون، عَلَم الدِّين عبد الكريم بن عليّ بن عمر، الأنصاريّ، الأندلسيُّ الأبِ المصريُّ، الشافعيُّ، ابن بنت الإمام أبي إسحاق العِراقيّ.


(١) اليَزَك: مقدّمة الجيش، وهو فارسيّ معرّب.
(*) الوافي بالوفيات: ١٩/ ٦٥، طبقات الشافعية الكبرى: ١٠/ ٩٥، الدرر الكامنة: ٣/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>