للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ "كتاب سيبويه" على العلَّامة أبي الحسن الدَّبّاج، وتلا بالروايات على أبي عمر محمد بن هارون التميمي عن والده أحمد، وأخذ العربية عن أبي علي الشَّلَوْبِين وأمره أن يقرئ الناس، فصار يبعث إليه الطلبة المبتدئين، ويَحصُل له منهم رزق، فإنه كان فقيرًا.

وقد سمع بعض "الموطأ"، وبعض كتاب "الكافي"من القاضي أبي القاسم أحمد بن بَقيّ، وأجاز له مرويَّاته، فلما استولت النصارى على إشبيلية سنة ست وأربعين انتقل ابن أبي الربيع إلى سَبْتة فسَكَنَها وأقرأ بها، وألَّف كتاب "الإفصاح في شرح الإيضاح" الذي لأبي علي الفارسي، عمله في أربع مجلدات، فجُلِب إلى مصر، وابتيع بخمسة وثلاثين مِثقالًا، وصنَّف كتاب "القوانين" مجلد ضخم، وله "تعليقة" على "كتاب سيبويه"، وجمع كتابًا حافلًا في عشرة أسفار في شرح "الجُمَل"، قلَّ أن فاته فيه مسألة نحويَّة.

أخبرني هذا صاحبي أبو القاسم بن عمران السَّبْتي، وقال: حضرت مجلسَه وسمعت منه وأجاز لي، وأجاز عند موته لكل من أدرك حياته، وخَلَفه في مجلِسه كبيرُ طلبتِه أبو إسحاق الغافِقي.

قلت: توفي في سنة ثمان وثمانين وست مئة بسَبْتة.

٣٤٥ - الفخر البَعْلي *

الشيخ الإمام الفقيه المفتي القُدْوة الرَّبّاني، فخر الدين أبو محمد، عبد الرحمن بن يوسف بن أبي بكر بن نصر، البَعْلَبكِّي، الحَنبَلي. والد


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٦٠٨، الوافي بالوفيات: ١٨/ ١٨٨، ذيل طبقات الحنابلة: ٤/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>