للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٤٨ - غَمْراسن *

ويقال: يغمراسن بن عبد الوادّ، البَربَرِي، سلطان تِلِمْسان.

أحد من يُضرَب بشجاعته المثل.

تغلَّب على مدينة تِلِمْسان عند ضعف الدولة المُؤمِنية وتمكَّن، وامتدَّت أيامه، وهو الذي قتل الخليفة السعيد علي بن إدريس المُؤمِني غدرًا بنواحي تِلِمسان.

توفي في العشرين من ذي القَعدة سنة إحدى وثمانين.

وكانت دولته أزيدَ من ستين سنة، وعُمِّر دهرًا، وتمكَّن بعده ولده أبو سعيد عثمان، فامتدت أيام عثمان، وحاصَرَه صاحب المغرب الأقصى أبو يعقوب يوسف بن يعقوب المَرِيني مدَّة.

فمات السلطان عثمان بعد السبع مئة، وتملَّك عند موته ابنُه السلطان أبو زيَّان منديل (١) بن عثمان، وبقي عليه مستمرًا بحيث إِنَّ المَرِينيَّ بنى على باب تِلمسان مدينةً وأسكنها جُندَه، وحلف أن لا يرحل حتى يفتح تلمسان، فدام الحصارُ تسع سنين، فمات أبو يعقوب المَرِيني وهو يحاصر تِلمسان، وقام بعده حفيدُه أبو ثابت عامر بن عبد الله بن أبي يعقوب المَريني، فترحَّل بجيوشه، وصالَحَ صاحبَ تلمسان، وسار إلى فاس في


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٤٥٦.
(١) كذا سمّاه والصواب أن اسمه محمد كما في "تاريخ ابن خلدون" ٧/ ١٢٧ وغيره، وفيه أيضًا: أن أبا زيان هذا مات سنة سبع وسبع مئة وليس كما ذكر المصنف أنه مات سنة ثماني عشرة وسبع مئة، والصواب أن الذي مات في هذه السنة هو أخوه السلطان موسى قتله ابنه عبد الرحمن أبو تاشفين وتسلطن وهذا الذي بقي إلى سنة سبع وثلاثين.
وانظر ترجمة عبد الرحمن في الوافي بالوفيات: ١٨/ ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>