أبو العباس، أحمد ابن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ القُدوة الربّاني أبي عمر محمد ابن الإمام الزاهد القدوة أحمد بن محمد بن قُدَامة بن مِقدام، المَقدِسي الجماعيلي الصالحي، الحَنبلي.
ولد سنة إحدى وخمسين وست مئة.
وسمع من: إبراهيم بن خليل وجماعة، ولم يحدِّث.
رأيته شابًا ضخمًا، وسيمًا، أبيض، حسن الزي، لحيته يسيرة.
وليَ الخطابة بالجامع المُظفَّري، ودرَّس وحكم، وكان ذكيًا، جيّد المشاركة في العلوم، مطوِّلًا لدروسه، وله نظم جيد، وسيرة حميدة.
كان يحضر الجهاد، ويركب الخيل العربية، ويتجمل، ويعاشر الأمراء، ويسافر بالجنائب إلى الغَزاة، ولما عَزَلَ والدُه نفسَه فوّض القضاء إلى نجم الدين.
عاش ثمانيًا وثلاثين سنة، وخلَّف ولديه الخطيبين سعد الدين وفخر الدين.
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وست مئة.
ومن نظمه:
أيّاتُ كُتُبِ الغَرَامِ أَدْرُسُها … وعَبْرتي لا أُطيق أحْبِسُها
ليستُ ثوب الضَّني على جَسَدي … وحُلَّة الصبْر لستُ ألبَسُها
وشادِنٌ مارنا بمُقلَتِه … إلا سبَى العالَمين نرجِسُها