للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

توفيت في شعبان سنة ثلاث وثمانين وستِّ مئة.

وسمعتُ من ابنها عبد المنعم بن عساكر.

٢٧٣ - ابن الصَّائغ *

الشيخ الإمام القدوة العالم الفقيه، الحاكم العادل، قاضي القضاة، أبو المَفاخر، عزّ الدِّين، محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق بن خليل بن مُقلَّد، الأنصاري الدمشقي الشَّافعي.

ولد سنة ثمان وعشرين وستِّ مئة.

سمع أبا المُنجَّى بن اللَّتِّي، وأبا الحسن بن الجُمَّيْزي.

وتفقَّه وبَرَع في المذهب وأصوله، ودرَّس بالشامية مشاركًا لابن المَقْدِسي، ثم نزلها ووليَ قضاء وكالة بيت المال، ورفع الوزيرُ ابن حِنَّا من قَدْره، ونوَّه بذكره، ثم عزل ابن طَرْخان من قضاء الشام بابن الصَّائغ، فحُمِدت سيرته، وظهرت نهضته، وحكم بالقسط، وضبط أموال اليتامى والأوقاف، وأحبّه أهل الخير.

وكان يقظًا، مهيبًا، ورِعًا، كبير القَدْر، جيِّد الفِقْه، ينطوي على ديانةٍ ومحاسنَ جمَّة، قال أبو الحسن بن العطَّار: أردَفَني وراءه وهو حاكم من زاوية الحريري إلى البلد.

قلت: وليس يَعدَم من أهل الرِّيبة ذمًّا، لأنه كان يَصدَع بالحق، ويوبِّخ ويُقِلُّ المداراة، فتفرغوا له، وتغيّر عليه الوزير، ولم يُمكنِه أن يتكلم فيه عند السلطان، لأنه كان يبالغ في الثناء عليه، ثم عزل بعد سبعة أعوام وأُعيد


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٠٦، ذيل مرآة الزمان: ٤/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>