للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وليَ خطابةَ جَبَلة، ثم انتقل ووليَ الشَّدَّ (١) بدمشق للملك الناصر، وكان يُظهِر نُسُكًا وتديُّنًا، ويقتصد في ملبوسه وأموره، فلما تملَّك الظاهرُ ولّاه وزارةَ الشام، ثم وقع بينه وبين النائب جمال الدين النَّجيبي وَحْشةٌ، فكان يُهِينه ويُسمعه ما يكره، مما يتعلَّق بالرفض، فكتب ابن وَدَاعة إلى السلطان يطلب مُشِدًّا تركيًّا، وظنَّ أنه يكون في تصريفه ويستريح من النَّجيبي، فرتَّب له السلطانُ عزَّ الدين الشُّقَيري، فوقع بينه وبين الشقيري، وبقيَ يهينُه أيضًا، ثم كاتب فيه الشُّقيريُّ، فجاء الأمر بمصادرته، فصُودِر، وعَصَرَه الشقيريُّ وضربه وعلَّقه في قاعة الشَّد، وباع أملاكه التي كان قد وقفها، وحَمَلَ شيئًا كثيرًا، ثم حُمِلَ إلى مصر، فمرض ودخل القاهرة مثقَلًا، ثم مات في آخر سنة ست وستين ولم يُعقِب.

وله أوقاف ومسجد بقاسيون، وقرية، وإليه يُنسَب المحدِّث علاء الدين الكِنْدي صاحب "التذكرة"، فإنه كان يكتب بين يديه. مات في عَشْر الثمانين.

٨١ - ابن الحُلْوانيَّة *

المحدِّث العالم، مجد الدين أحمد بن عبد الله بن المسلَّم بن حمّاد، الأزدي الدمشقي الشافعي، عُرف بابن الحُلْوانية.

وُلد سنة أربع وست مئة.

وسمع من: أبي القاسم بن الحَرَستاني، والشمس العطَّار، والعِماد (٢)،


(١) يعني: شدَّ الدواوين، وموضوعها أن يكون صاحبها رفيقًا للوزير، متحدّثًا في استخلاص الأموال وما في معنى ذلك، وعادتُها إمرة عشرة. ينظر: صبح الأعشي ٤/ ٢٣.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ١٢٦، الوافي بالوفيات: ٧/ ٨١.
(٢) هو إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ، الشيخ عماد الدين الحنبلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>