الشيخ الكبير الشَّهير الصالح، محمد بن عبد الله بن المجد إبراهيم، المُرشِدي المصري.
صاحب الأحوال وكثرة الإطعام، ولخلقٍ كثيرٍ فيه اعتقادٌ عظيم، والله أعلمُ بسرِّه، اختلفت الأقاويل فيه، ويُحكَى عنه عجائبُ تحيِّر السامع من إحضاره الأطعمة الكثيرة للوارِدِين، وكان مُقيمًا بقرية مُنْية مُرشِد بقرب بلد فُوَّة، وكان يحفظ القرآن وقِطعةً من مذهب الشافعي، ويَخدم الواردين بنفسه، ولا يكادُ يَقبَل من أحد شيئًا، وحجَّ في هيئةٍ وتلامذة، بَلَغَنا - والله أعلم - أنه أنفَقَ في ليلة ما قيمتُه ألفان وخمس مئة درهم، وقيل: إنه أنفق في ثلاثة أيام ما يساوي ألفَ دينار، وهذا بعيد.
كان يأتيه الأمراء الكِبار، وكان يتكلَّم على الخواطر، وقيل: كان مخدومًا، وهو الذي يَظْهَرُ لي.
وهو من قرية دَهرُوط فقَدِمَ القاهرة، وقرأَ على شيخنا ضياء الدين بن عبد الرحيم، وتلا على الصائغ.
ويُحكَى أنه بات في عافية، فأرسل إلى القرى التي حوله ليَحضُروا إليه، فقد عَرَضَ أمرٌ مُهِمّ، فأَتَوه فدخل خلوة زاويته وأبطأَ، فطلبوه فوجدوه ميتًا. والحكايات في شأنه كثيرة، تزيد وتَنقُص، إلا أنه كان قليلَ الدعوى، عديم الشَّطح، حَسَن المعتقد.
توفي في ثامن شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وسبع مئة ﵀، لعله