وحدَّثني سِبطُ ابن السَّلْعوس: أنه شيخ مَتين الدِّيانة، قوىّ العربية.
وقرأتُ بخط العلّامة أبي حيان: أشهَدَني شيخُنا الإمام العالم العلّامة، شيخ المقرئين ورئيس المتصدِّرين، حامل راية الرِّواية والإسناد، مُلحِق الأحفاد بالأجداد، تقيُّ الدين، في سنة تسع عشرة.
قلت: تُوفِّي في صفر سنة خمس وعشرين وسبع مئة.
٧٦٣ - اللِّحْياني*
صاحب تونس وطرابُلُس والمهديّة وقابِس وتَوْزَر وسُوسَة؛ الملك أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الواحد ابن الشيخ عمر إينْتِي، البَربَري الهَنْتاتي، المَغْربي المالكي.
وُلِد بتونس سنة نيِّف وأربعين وست مئة.
ووَزَرَ لابن عمِّه المستنصِر مدةً، وتفقَّه، وأتقن النحو، ثم تملَّك سنة ثمانين، ثم خُلع، ثم حج سنة تسع وسبع مئة، واجتمع بشيخنا ابن تَيميَّة، ثم رَدَّ إلى تونس وقد مات صاحبُها، فملَّكوه في سنة إحدى عشرة ولُقِّب بالقائم بأمر الله، وله نظمٌ وفضيلة، ثم سافر إلى طرابُلس في سنة ثمان عشرة، فتوثَّب على تونس قرابتُه أبو بكر، فسار اللِّحيانيُّ إلى الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين، وقد رَفَضَ المُلك، وكان جدُّهم عمر من أكبر أصحاب ابن تُومَرت، وكان اللِّحياني قد أسقَطَ ذكرَ "المَهْدي المعصوم" من الخُطبة.
وكان جدُّ أبيه قد تملَّك المغربَ بضعاً وعشرين سنة، ثم تملَّك بعده